سورة غافر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


قوله عز وجل: {إنا لننصُرُ رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا} فيه قولان:
أحدهما: بإفلاج حجتهم، قاله أبو العالية.
الثاني: بالانتقام من أعدائهم قال السدي: ما قتل قوم قط نبياً أو قوماً من دعاة الحق من المؤمنين إلا بعث الله من ينتقم لهم فصاروا منصورين فيها وإن قُتلوا.
{ويومَ يقَوم الأشْهاد} بمعنى يوم القيامة. وفي نصرهم قولان:
أحدهما: بإعلاء كلمتهم وإجزال ثوابهم.
الثاني: إنه بالانتقام من أعدائهم.
وفي {الأشهاد} ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم الملائكة شهدوا للأنبياء بالإبلاغ، وعلى الأمم بالتكذيب، قاله مجاهد والسدي.
الثاني: انهم الملائكة والأنبياء، قاله قتادة.
الثالث: أنهم أربعة: الملائكة والنبيون والمؤمنون والأجساد، قاله زيد بن أسلم ثم في {الأشهاد} أيضاً وجهان:
أحدهما: جمع شهيد مثل شريف، وأشراف.
الثاني: أنه جمع شاهد مثل صاحب وأصحاب.
قوله عز وجل: {فاصبر إنَّ وعد الله حق} فيه قولان:
أحدهما: هو ما وعد الله رسوله في آيتين من القرآن أن يعذب كفار مكة، قاله مقاتل.
الثاني: هو ما وعد الله رسوله أن يعطيه المؤمنين في الآخرة، قاله يحيى بن سلام.
{واستغفر لذنبك} اي من ذنب إن كان منك. قال الفضيل: تفسير الاستغفار أقلني.
{وسبح بحمد ربِّك} قال مجاهد: وصَلِّ بأمر ربك.
{بالعشي والإبكار} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها صلاة العصر والغداة، قاله قتادة.
الثاني: أن العشي ميل الشمس إلى أن تغيب، والإبكار أول الفجر، قاله مجاهد.
الثالث: هي صلاة مكة قبل أن تفرض الصلوات الخمس ركعتان غدوة وركعتان عشية، قاله الحسن.
قوله عز وجل: {إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم} أي بغير حجة جاءتهم.
{إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه} فيه قولان:
أحدهما: أن اكبر العظمة التي في كفار قريش، ما هم ببالغيها، قاله مجاهد.
الثاني: ما يستكبر من الاعتقاد وفيه قولان:
أحدهما: هو ما أمله كفار قريش في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه أن يهلك ويهلكوا، قاله الحسن.
الثاني: هو أن اليهود قالوا إن الدجال منا وعظموا أمره، واعتقدوا أنهم يملكون، وينتقمون، قاله أبو العالية.
{فاستعذ بالله} من كبرهم.
{إنه هو السميع} لما يقولونه {البصير} بما يضمرونه.


قوله عز وجل: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لخلق السموات والأرض أعظم من خلق الدجال حين عظمت اليهود شأنه، قاله أبو العالية.
الثاني: أكبر من إعادة خلق الناس حين أنكرت قريش البعث، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: أكبر من أفعال الناس حين أذل الكفار بالقوة وتباعدوا بالقهر.


قوله عز وجل: {وقال ربكم ادعوني استجبْ لكم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه وحدوني بالربوبية أغفر لكم ذنوبكم، قاله ابن عباس.
الثاني: اعبدوني استجب لكم، قاله جرير بن عبد الله، أي اتبعكم على عبادتكم.
الثالث: سلوني أعطكم، قاله السدي. وإجابة الداعي عند صدق الرغبة مقيد بشرط الحكمة. وحكى قتادة أن كعب قال: أعطيت هذه الأمة ثلاثاً لم تعطهن أمّة قبلكم إلا نبي: كان إذا أرسل نبي قيل له: أنت شاهد على أمتك، وجعلكم شهداء على الناس، وكان يقال للنبي، ليس عليك في الدين من حرج، وقال لهذه الأمة: وما جعل عليكم في الدين من حرج، وكان يقال للنبي: ادعني أستجب لك، وقال لهذه الأمة: ادعوني أستجب لكم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6